جارٍ تحميل التاريخ...

برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله بمناسبة انتهاء الدورة العادية الخامسة والثلاثين للمجلس العلمي الأعلى

برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله بمناسبة انتهاء الدورة العادية الخامسة والثلاثين للمجلس العلمي الأعلى

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

 

 وبعد؛

مولاي أمير المومنين، وحامي حمى الوطن والدين، سبط النبي الأمين؛ السلام على جنابكم الأعز الكريم، ومقامكم الأسمى العظيم؛

وبعد؛ فبمناسبة انتهاء الدورة العادية الخامسة والثلاثين للمجلس العلمي الأعلى، المنعقدة بالرباط خلال يومي الجمعة والسبت 25 – 26 من ذي القعدة 1446هـ /23 – 24 ماي 2025م؛ يتشرف خديمكم المطيع الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى أن يرفع أصالة عن نفسه، ونيابة عن جميع المشاركين من العلماء، ونخبة الأمناء الفضلاء، إلى مقامكم العالي بالله، أزكى آيات الطاعة والولاء، وأسمى عبارات الإخلاص والوفاء، واثقين بصحة اعتقادهم، ومُسَلِّمِين بقوة يقينهم؛ بأن إمارة المؤمنين من أعظم واجبات الدين، وأهم مصالح مجتمع اليقين، جازمين بأنها ضرورة لأمن كافة المقيمين، وأصل لا غنى عنه لحماية بيضة المسلمين، ومكون أساسي في هوية الوطن وماهية المواطنين؛ وملاذ رحيم لاستكفاء المستأمنين، وائتمان المؤهلين؛ وتأمين المُضَعَّفِين والمستضعفين؛ إذ بواسطتها تحفظ رسوم الدين، وتصان أنفس الآمنين، وتتنزل المقاصد الضروريات، وتنضبط المصالح الشرعيات، وتتحقق الكرامة، وتعم السلامة، وتلذ نعمة الوحدة، وتحلو وصلة الألفة، وتشيع نعمة الأخوة التي تنفي ما يستقبح من التقاطع، وتدرأ ما يستشنع من التدابر والتباغض والتحاسد والترافع.

إن إمارة المؤمنين في مملكتكم الشريفة – يا مولاي -، لها امتداداتها واستثناءاتها؛ وتاريخ تفرداتها الذي تميز خصوصياتها، يتقدمها في عراقتها وفضلها، ويؤمها في انتظام سلكها وعلو قدرها: ارتباطُها بالشريعة الإسلامية السمحة، وقيامُها بواجب حماية الملة السهلة، وجمعُها بين مصالح هذه العاجلة، ومساعي الحياة الآخرة، والتصاقُها عبر التاريخ
بالنسب الصريح الشريف، المُقَدَّر بواجب حب النبي  ﷺ  ، وحب آل بيته السامي المنيف.

إن علماء مملكتكم الذين يَقْدُرُونَ قدر شرف ثابت إمارة المؤمنين، ويثمنون ظهور فضلها على عموم المواطنين؛ معتزون بشريف محاتدها، وطيب مغارسها، وثبات أسبابها، وتناسق منابتها، ورسوخ عناصرها، وممتنون بتواتر صالحاتها، وتناسل حسناتها، وتنوع إنجازاتها، ومبتهجون بباهر آثارها الوفية لشرط بيعتها وحق تقلدها؛ ومستبشرون بمآثر مفاخرها وعزيز مناقبها وكريم خصالها؛ ومغتبطون بأصالة محامدها وخصيصة مكارمها؛ ومفتخرون بعزتها وصولتها ومعالي شؤونها؛ وممتنون باتساق نهجها وانسجام قرارها، وانتظام سلكها؛ المتناغم مع روح عقدها وشرط عهدها؛ المواتي لإرثها وتاريخ دولتها، وسمو مكانها، وعلو جلالها.

إن الأمة المغربية يا مولاي، حقيقة بأن تفخر باستظلالها بظلال إمارة المؤمنين، وتتباهى بقدر هذا الثابت بين العالمين، وتعتز بانبساط عطائها في شتى الميادين، وتنتشي بمعالم خيراتها في الدنيا وشؤون الدين؛ لأنها بوفائها لشروط بيعتها الموثقة، والتزامها بعقود اجتماعها المصدقة؛ حققت لها بحق نور موروثها الديني، وقوة محصولها الوطني والدولي، وثباتِها في دعم الحق الفلسطيني، وتبصر تفاعلها الإفريقي والعُربي: الاستقرارَ الاجتماعي، والتنوعَ الثقافي، والتسامحَ الديني، والازدهارَ الاقتصادي، والتألقَ السياسي، والظهورَ الدبلوماسي، والتطويرَ الصناعي، والتواصل التراحمي السوي، والأمنَ الروحي التزكوي، الذي يحمي للأمة ثوابتها واختياراتِها، ويرعى لها تراثها وامتيازاتها، التي تنصرها على ما تكرهه بطبعها ونفاسة موقعها من تحريف الغالين، وتظهرها على اتقاء ما يستشنعه مُعْتادُها من انتحال المبطلين، وتحفظها مما تستهجنه فحوصها من تأويلات الجاهلين، وتريحها من بؤس ضِجاج المشاغبين المتخوضين بغير حق في الوحي المُبَيَّن والمُبين، وتقوي عزمها على أداء واجبها في إنجاح رسم خطة تسديد تبليغ الدين، وإحكام التبشير بمعالم الحياة الطيبة مبتغى الأولياء ورجاء الوارثين؛ ببيان الإيمان بشروطه، والتوحيد بتحريره، والعمل بأهدافه، والتزكي بأشراطه، والعطاء بآثاره، والتحمل بأعبائه؛ والائتساء بحقوقه، والإشهاد بضروبه؛ والقدوة بشواهدها، والشهادة ببراهينها؛والعطاء المنضبط المُثْلِجِ الراشد، والتضامن الوطني المفرح القاصد؛ الذي يُكسبها التميز في قيمة وجودها، ويعينها على التقليل من كلفة عيشها،  ويفردها في معنى وجودها وفضل إخراجها، ويؤهلها لأداء فروض الشريعة في مبناها ومغزاها؛ ويرقيها لتمثل سننها بأهدافها ومرماها، المحروسةِ بالبيعة الشرعية العامة، المقدرة ببنودها الموثقة التامة، المميزة بشكل التدبير في الدولة بفرادة أوصافها وخصائصها، والمتفردة برعاية الأمة في مفاخرها ومحاسنها وتعدد مكرماتها؛ تمتيعا للمواطنين بحقوقهم وحرياتهم،  وتيسيرا لسبيل قيامهم بأماناتهم وواجباتهم، وإعانة لهم على استحصال سعادتهم وهناء معاشهم وتماسك جماعتهم، وإيقاظا لهم لتخفيف ضغط كلفة حياتهم، وتقليل قهر تحملاتهم؛ في أفق إشاعة الاطمئنان في قلوب الوارثين بكل كمالاته، وتثبيت الأمن بجميع مستوياته ومحمود عواقبه وثمراته.

حفظكم الله يا مولاي بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدامكم حصنا مكينا لهذا الدين، تصونون أبنيته الموطودة، وتحمون دعائمه المرفوعة، سائلين الذي تعالى عزه ومجده، وتنزه عن المثيل وجهه ووصفه، أن يديم على جلالتكم لباس عزه وعافيته، ويُسبغ عليكم فضل عنايته ونفع رعايته، ويحرسكم بعينه التي لا تنام، ويجعلكم في كنفه الذي لا يضام، قرير العين ببشير السعد وولي العهد الأمير الجليل المحبوب مولاي الحسن، ومشدود الأزر بصنوكم السعيد سمو الأمير المولى رشيد، كما نسأله تعالى أن يمطر شآبيب الرحمة والرضوان، على فقيدي الأمة والإسلام، مولانا محمدٍ الخامس، ومولانا الحسنِ الثاني،
إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام على مقامكم العالي بالله ورحمة الله تعالى وبركاته.

وحرر بالرباط
يوم السبت 26 ذي القعدة 1446هـ الموافق لـ 24 ماي 2025م
خديم الأعتاب الشريفة
الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى
محمد يسف

تصنيفات

At vero eos et accusamus et iusto odio digni goikussimos ducimus qui to bonfo blanditiis praese. Ntium voluum deleniti atque.

Melbourne, Australia
(Sat - Thursday)
(10am - 05 pm)